السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله حمداً طيباً مُباركاً فيه مِلأُ السموات والأرض
وما بينهما ومِلأُ ما شاء من شيىء بعده
وصلاةً وسلاماً على الهادى إلى الله على بيّنةٍ بشيراً ونذيراً
الذى بلّغ عن ربه بالحق لقومٍ يعقلون ليخرج الناس من ظلمات الضلال
إلى أنوار الهداية والصلاح-سيدنا محمد عليه وعلى آله وأصحابه-أتم الصلاة
وأفضل السلام،،،
ثمَّ أما بعد،،
إخوتى فى الله جميعاً كل عام وأنتم إلى الله أقرب
وعلى طاعته أحرص وأدوم..
مما يُثيرُ حفيظتى ضد الصمت ويدفعنى قُدماً للحديث
كثرة إنتشار النكات لإضحاك الناس دون تحرى الصدق
فى الحديث ودونما دراية أو علم يقينى بأحكام المِزاح
وأستهِلُ كلامى بحديث المصطفى صلوات ربى وسلامه عليه
"ويلٌ للذي يحدِّثُ بالحديثِ ليُضحكَ بهِ القومَ فيكذِبُ ويلٌ لهُ ويلٌ لهُ".
حَدَّثَنَا بُندارٌ أخبرنا يحيى بنُ سعيدٍ حَدَّثَنَا بهزُ بنُ حكيمٍ حَدَّثَني أبي عن جدِّي قال:سمعتُ النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلِيهِ وسَلَّم يقول:
"ويلٌ للذي يحدِّثُ بالحديثِ ليُضحكَ بهِ القومَ فيكذِبُ ويلٌ لهُ ويلٌ لهُ".
وفي البابِ عن أبي هُرَيرَةَ هذا حديثٌ حسنٌ .
رواه الترمذي (2417) وأبو داود (4990) .
قال المباركفوري في تحفة الأحوذي:
ثم المفهوم منه أنه إذا حدث بحديث صدق ليضحك القوم فلا بأس به كما صدر
مثل ذلك من عمر رضي الله تعالى عنه مع النبي صلى الله عليه وسلم حين غضب
على بعض أمهات المؤمنين.
قال الغزالي:
وحينئذ ينبغي أن يكون من قبيل مزاح رسول الله صلى الله عليه وسلم
فلا يكون إلا حقاً ولا يؤذي قلباً ولا يفرط فيه.
فإن كنت أيها السامع تقتصر عليه أحياناً وعلى الندور فلا حرج عليك.
ولكن من الغلط العظيم أن يتخذ الإنسان المزاح حرفة ، ويواظب عليه ويفرط فيه
ثم يتمسك بفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهو كمن يدور مع الزنوج أبداً لينظر إلى رقصهم،ويتمسك بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن لعائشة رضي الله عنها في النظر إليهم وهم يلعبون .
وقال المناوي في فيض القدير:
( ويل للذي يحدث فيكذب ) في حديثه ( ليضحك به القوم ويل له ويل له )
كرره إيذاناً بشدة هلكته وذلك لأن الكذب وحده رأس كل مذموم وجماع كل فضيحة
فإذا انضم إليه استجلاب الضحك الذي يميت القلب ويجلب النسيان ويورث الرعونة
كان أقبح القبائح،
ومن ثم قال الحكماء:إيراد المضحكات على سبيل السخف نهاية القباحة.
والله أعلم .
عبد الله زقيل
................
وإليكم طائفة من الفتاوى القاطعة فى الأمر
كى لا يكون هناك حجة لمن يطلع على الموضوع ثم يأتى بتلك القصص
الكاذبة مرة أخرى لمجرد أن يُضحِك الناس ويحمل هو التبعة،،
...............
حكم النكت في الإسلام
سؤال
ما حكم(النكت) في ديننا الإسلامي وهل هي من لهو الحديث علماً بأنها
ليست استهزاء بالدين..أفتونا مأجورين؟
الجواب
التفكه بالكلام والتنكيت إذا كان بحق وصدق فلا بأس به ولا سيما مع عدم
الإكثار من ذلك
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يمزح ولا يقول إلا حقاً،
أما ما كان بالكذب لا يجوز لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
"ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويل له ويل له"
والله ولي التوفيق.
العلامة/ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى
مجلة البحوث العدد/27،صفحة:87